الخيلُ العِراب وفضلها على الانسال العالمية – مجلد/ قدري الأرضروملي

هذا الكتاب

[وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم] صدق الله العظيم. بهذه الآية الكريمة أمر الله سبحانه وتعالى النبي العربي صلى الله عليه وسلم وأوصاه بضرورة الاهتمام بالخيل. فلبى الرسول صلى الله عليه وسلم أمر ربه وتضاعف حبه للخيل وأكرمها وحببها إلى قلوب المسلمين وأوصاهم بها خيراً مبيناً لهم فضلها وفوائدها بعد أن حظيت بتوصية الله جل شأنه بها. واخبر صلى الله عليه وسلم ان ” الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ والنَّيلُ إلى يومِ القيامةِ وأهلُها مُعانون عليها فامسَحوا بنواصيِها وادعوا لها بالبركةِ وقلِّدوها ولا تُقلِّدوا الأوتارَ” والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة، فأطاع المسلمون أمر ربهم وأخذوا بنصيحة نبيهم فأعزوا الخيل أكثر من ذي قبل وأكثروا من إرتباطهم بها وعطفوا عليها وجعلوها بمنزلة أولادهم.

ومرت الأعوام وأهمل المسلمون العرب الخيل، هذا الإهمال قابله تكريم من الأوروبيين نظراً لما وجدوه عندها من صفات ومميزات خاصة، وهذا ما أغرى بعض التجار من مربي الخيل على الإعتناء بها. وهكذا استرجعت الخيول العربية بعض عزها القديم، إلا أنها لم تجد بين أهلها العرب من فكر جدياً بتحسينها وتطويرها بينما عني بها قوم غير قومها في معظم الأقطار إلا بلدانها. ولقد عز على الباحث وهو يطالع كمية المؤلفات التي آلفت عن الخيول العربية في عدد من اللغات الأجنبية حول أخبار هذه الخيل والمركز الذي تبوأته في العالم، بينما تحرم الأغلبية العظمى من العرب من لذة البهجة بمعرفة الحقيقة المنيرة عن خيلهم لمجرد عدم تيسر الكتب عنها باللغة العربية. وجال بخاطره فكرة تهيئة الفرصة للقارئ العربي لمعرفة التفاصيل عن هذه الخيل التي أصبحت قبلة أنظار العالم، ولذلك قام بتأليف كتابه هذا الذي بين أيدينا والذي هو أول كتاب شامل وباللغة العربية، يتعرض لتاريخ الخيل منذ نشأتها قبل خمسين مليون سنة بصورة عامة، وللخيل العربية النبيلة ودورها العظيم في تحسين الأنسال الأخرى بصورة خاصة وإمعاناً في تسهيل تفهم القارئ واستيعابه لموضوعات الكتاب على الوجه الأكمل ضمّن المؤلف كتابة مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والرسوم التخطيطية التي تساعد في تتبع أخبار الخيل وتاريخها.