تتميز رواية “سمعت كل شيء” بأسلوب سردي متماسك ومنظم، تستخدم الكاتبة سارة الصراف تقنية العرض المتعدد للحكاية، لتعيد رسم حكاية عراقية حقيقية بأسلوب يحاكي الحياة اليومية للمواطنين في حي عراقي. تركز الرواية على موضوع الخسائر الانسانية التي تعانيها المجتمعات في زمن الحرب، وتؤثر على الأسر والأفراد.
تتميز الشخصيات في الرواية بواقعية تامة، وتعرض للقارئ الحياة الشاقة التي يعيشها هؤلاء الأشخاص، وكيف يحاولون التغلب على الصعاب وتجاوز الخسائر والألم، مما يسمح للرواية بأن تصبح تجربة قراءة شخصية وشاملة في آن واحد.
وتتميز اللغة المستخدمة في الرواية بالسلاسة والاستقامة والوضوح، حيث تجمع بين النوستالجيا والواقعية، وتقدم مشاهد مفصلة وواقعية لحياة الناس في العراق خلال فترة الحرب في الثمانينات، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش هذه الحياة بجانب الشخصيات.
يجدر الإشارة إلى أن الكاتبة هي اعلامية عراقية مرموقة وشخصية مؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يمنحها اطلاعًا ومعارفًا وقدرة على التعبير عن مجتمعها بذكاء لغوي واحتراف ادبي واضح.
الزمن الحكائي في رواية الصراف زمن. متقطع ، بمعني انه يخضع لتوقيع المذكرات او الذكريات ويمتد على عدة سنوات تنضج فيه شخصية الراوية وتتعد فيه تجاربها وتتسع معارفها وخبراتها في حياة حافلة بالخسارات
والخيارات.
وفي النهاية، يمكن القول إن رواية “سمعت كل شيء” عمل أدبي مميز يستحق القراءة، حيث تتميز بأسلوب سردي واضح ومتماسك وبواقعية شخصياتها وصورتها الواقعية للحياة في العراق خلال فترة الحرب.
Reviews
There are no reviews yet.