من قلعة «ألموت» الحصينة عمل الحشاشون على توسيع دولتهم النزارية الجديدة وإنشاء دولة إسماعيلية يكون أفرادها من الحكام والرعايا إسماعيليين مخلصين يدينون بالطاعة المطلقة للإمام الذي يتزعم الدولة هذه دولة تكون على النمط الذي تخيله وحاول تحقيقه الدعاة الإسماعيليون في دور الستر الأول. وكان الاستيلاء على «ألموت» فاتحة يمن بالنسبة إلى الإسماعيلية حيث توالت غزواتهم وانتصاراتهم وامتلاكهم للقلاع في فارس وسورية. وقد توسعت رقعة هذه الدولة النزارية التي عرفت أسماء عدة عبر التاريخ مثل الباطنية والنزارية والحشيشية والملاحدة، كما عرفت عند الغربيين بدولة السفاكين نسبة إلى سفك الدماء والكلمة التي عرفوا بها وهي Assassins
. وقد زعم بعض المؤرخين العرب والفرنجة أن الحشاشين هم فئة من الزنادقة الملحدين نسبوا أنفسهم إلى الإسماعيلية واتخذوها ستاراً لما كانوا قومون به من أعمال لا يقرها العرف والدين، فقد كان الإرهاب صناعتهم والفساد شريعتهم وقاموا بأعمال اهتز لها العالم الإسلامي ما يقرب من قرنين من الزمان نشروا في خلالهما الرعب في النفوس
. وزعم فريق آخر أن الحشاشين قد نالهم من التحامل والدس والتجني ما زال أثره باقيا حتى الآن في كتب التاريخ.
في هذا الكتاب حاولنا الاستناد إلى المصادر التي استقينا منها مراحل نشأة هذه الفرقة من الإسماعيلية وتاريخها، بحيث رجعنا – حيث أمكن الرجوع – إلى بدء دعوتهم وانطلاقهم في الآفاق إلى حين سقوط قلاعهم وتشتتهم. وكنا في خلال تسجيل هذا التاريخ ننهج سبيل الأخذ برأي الفريقين – المتهم والمدافع لنخلص إلى دراسة تكشف لنا هذه الحقبة المظلمة في تاريخ الإسلام
Weight | 0.4 kg |
---|---|
Dimensions | 24 × 17 × 1.5 cm |
Reviews
There are no reviews yet.