الجواهري / جليل العطية

سطع في العراق أوائل القرن العشرين شعراء كان أبرزهم الزهاوي والرصافي تنافسا على الزعامة الشعرية وانتهت المعركة التي شغلت أهل الشعر والأدب والصحافة لصالح معروف (الرصافي الذي تصدر الحركة الشعرية حتى أواخر الثلاثينات ليسلمها بدوره إلى ربّ الشعراء) الجواهري، كما وصفه في قصيدة مشهورة. والنجف التي تتكئ على الصحراء تعد المدرسة الأولى في تخريج الشعراء، أتحفوا القصيدة العربية بذلك الشلال الصافي) من الشعر يتابع خطى الشعراء العباسيين والقمم الشامخة منهم بشكل خاص، ولا تعرف النجف بمكانتها الدينية الروحية فحسب بل بتاريخها الوطني فهي أول مدينه عراقية تتمرد على الإدارة البريطانية (۱۹۱۸). نشأ (أبو الفرات في أسرة علمية عريقة، وقال الشعر وهو فتى وأصبح معلما شعريا وهو لم يتعد العشرين من عمره. وبعد قيام الحكم الوطني في العراق جرب العمل في التعليم ثم موظفا في البلاط الملكي، غير ان طبيعته المتمردة جعلته يذهب للعمل في الصحافة، واصدر عدة صحف بينها (الرأي العام) و(الفرات) وارتبط بالحركة الوطنية، وشاع شعره، وأضحى الحكام يحسبون لقصائده حساباً. ويمكن اعتبار ديوان الجواهري بأجزائه السبعة مرجعاً مهماً لدراسة تاريخ العراق المعاصر. حيث يمتاز بشاعرية دافقة وقدرة كبيرة على اقتناص اللفظة العربية المتينة وتوظيفها لخدمة العصر ولعله أكثر الشعراء المعاصرين معرفه بخلجات الجمهور، وأكثرهم تعبيرا عن طموحاته وهمومه عاش نصف عمره (تقريبا) منفياً من وطنه، روى في صفحات من حياته وأفكاره، وتناقضاته وهمومه وسجل فيها ما ارتكب من أخطاء بكل جرأة وصراحة اعتمد الكتاب على مجموعه من المراجع والمصادر المتنوعة وشهادات عدد من أصدقاء ومحبي الشاعر وهي مزية ستكون مفاجئة للكثيرين. ولا نريد أن نقطع متعة القارئ بإيراد «الجديد» الذي جاء به هذا الكتاب