الكشف والبيان/ أبي عبد الله محمد بن سعيد الأزدي القلهاتي / مجلدين

كتاب الكشف والبيان للقلهاتي
تعليق وتعقيب: الدكتور إسماعيل بن صالح الأغبري

تبارى كتّاب الفرق والمقالات من مختلف المدارس الإسلامية في إظهار ما عليه فرق اليهود والنصارى من عقائد والعمل على تفنيدها ودحض ما هم عليه ، ثم بذل هؤلاء الكتاب جهدهم في بيان ما عليه الفرق والمدارس الإسلامية من آراء عقدية وفقهية كابن حزم الأندلسي في الفصل في الملل والأهواء والنحل والأشعري في مقالات الإسلاميين والبغدادي في الفرق بين الفرق، وكانت ألسنة هؤلاء شدادًا حدادًا على مخالفيهم سلبوا منهم كل فضيلة، ونسبوا إليهم كل نقيصة، وأضفوا على مُوافِقيهم حللا بهيّة، وحيث إن أولئك جانبهم الصواب في ما سطّروه عن الإباضية إلى حد التكفير، انبرى العلامة محمد بن سعيد القلهاتي الإباضي (ق6هـ)، وهو عن كُتّاب الفِرق والمقالات متأخر زمانيا، وكردة فعل لما كتبوه عن مذهبه ليكتب عن مخالفيه في العقائد بل والفقه، كاشفا ما هم عليه من آراء متبعا المحاججة والافتراضات ومستقصيا ما ركنوا إليه لتضعيفه، ومبينا ما عليه أصحابه من منهج وصفه بالمستقيم، فكان كتابه هذا (الكشف والبيان)، وحيث إن ألسنة الردود حادة وغليظة بطبيعتها لم يخلُ الكشف والبيان من ذلك.

يحسب للمؤلف أنه لم يخرج أحدا من المسلمين من الإسلام بخلاف عدد من كتّاب الفرق والمقالات ، إلا أنه استخدم عبارات النواصب والروافض والعماة الضلال ، ولعله ينبغي تجنب هذه المصطلحات، لأنها من باب التنابز بالألقاب فلا الإباضية خوارج ولا أهل السنة والجماعة نواصب ولا الشيعة روافض.

الحوار الهادىء الهادف خير وسيلة لإزالة ما علق بهذه الأمة، وعدم إشهار سيف التكفير هو سبيل قويم في عذر كل فريق من خالفه من المدارس الإسلامية الأخرى، ورحم الله أبا حمزة الشاري ( ق٢هـ) عندما قال: ( الناس منا ونحن منهم ) وعندما قال المحقق الخليلي ( إياك ثم إياك أن تحكم على أحد من أهل القبلة بالشرك فإنه موضع الهلاك والإهلاك وعندما أعلن الإمام نور الدين السالمي بأنه:

ونحن لا نطالب العبادا

فوق شهادتهم اعتقادا

فمن أتى بالجملتين قلنا

إخواننا وبالحقوق قمنا

فالإباضية والشيعة الزيدية والجعفرية والحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة كلمة التوحيد لهم جامعة، وأركان الإسلام لهم باب واسع وبساط عليه يلتقون وإن اختلفوا.

ISBN: 978-1-78481-286-7